Çarşamba, Temmuz 2, 2025

قصة حب ووفاء في بيت النبوة

Rama Jaded

Paylaş

تقدم أبو العاص قبل البعثة لخطبة السيدة زينب، ولما كان يحظى به أبو العاص من احترام في مجتمعه واستقامة في اخلاقه ونجاحه التجاري فقد وافق سيدنا محمد على تزويجه من ابنته زينب بعدما استئذنها، ومن هنا بدأت قصة حب مليئة بالمودة والرحمة وتُوج هذا الحب بطفليين هما: علي وأمامة.

واستمرت حياتهما على هذا الحال إلى أن بُعث النبي بالرسالة وأُمر بدعوة الناس إلى الإسلام، فأسرعت السيدة زينب بالإيمان مع أمها خديجة وأخوتها، إلا أن زوجها أبا العاص رفض الإيمان بنبوة والدها قائلاً: (ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻻ‌ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺧﺬّﻝ ﻗﻮﻣﻪ ﻭﻛﻔﺮ ﺑﺂﺑﺎﺋﻪ ﺇﺭﺿﺎﺀً ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ، ﻭﻣﺎ ﺃبوﻙ ﺑﻤﺘﻬﻢ، ﻓﻬﻼ‌ ﻋﺬﺭﺕ ﻭﻗﺪّﺭﺕ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺬﺭ ﺇﻥْ ﻟﻢ ﺃﻋﺬﺭ ﺃﻧﺎ؟ وﻟﻜﻦ ﺃﻧﺎ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺃُﻋﻴﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ(.

فهل رأيتم خلافاً بين زوجين بهذا الحب؟ وفعلاً وفّى أبو العاص بكلمته فلم يقيد حريتها الدينية ولم يتهم أباها بالكذب كما فعلت قريش بالرغم من أنه كان على الكفر، بل ظل على ماهو عليه من محبة لها واحتراماً لأبيها سيدنا محمد عليه السلام

ولما جاء وقت هجرة المسلمين من مكة، إستأذنت السيدة زينب رسول الله في البقاء مع زوجها وأولادها، فأذن لها، وظلت بعيدة عن أهلها وأحبابها وحيدة في دينها بمكة، كل هذا وفاء ومحبة لزوجها أبو العاص، فكم تحمل قلبك من آلام يا ابنة رسول الله.

ثم جاء يوم غزوة بدر وقرر أبو العاص الخروج مع قومه لمحاربة أباها، وكانت السيدة زينب تخشى هذه اللحظة فتبكي وتقول: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧّﻲ ﺃﺧﺸﻰ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺗﺸﺮﻕ ﺷﻤﺴﻪ ﻓﻴﻴﺘﻢ ﻭﻟﺪﻱ ﺃﻭ ﺃﻓﻘﺪ ﺃﺑﻲ.

وعند انتهاء المعركة تخرج السيدة الزينب إلى أبواب مكة وقلبها يتقطع بين أبيها وزوجها، تسأل أولاً ماذا فعل أبي؟ فقيل لها: انتصر المسلمون، فتسجد شكراً لله، ثم تسأل متلهفة وماذا فعل زوجي؟ فقيل لها: لقد أُسر، فقالت أرسل في فداءه.

ولم يكن عند السيدة الزينب أغلى من عقد أمها السيدة الخديجة الذي أهدتها إياه يوم زفافها، فأرسلته إلى رسول الله فداءً لزوجها، وما أن رأى النبي القلادة حتى تذكر السيدة خديجة وفاضت عيناه من الدموع، كيف لا وهي حبيبته وزوجته الأولى ومن ساندته في أصعب الأوقات، يرفع النبي رأسه ويقول للصحابة  “إن زينب بعثت بهذا لافتداء أبي العاص فإن رأيتم أن تُطْلقوا لها أسيرها، وتردوا إليها هذه القلادة فافعلوا” ، فكان جواب الصحابة بصوت واحد: نعم، ونعمة عين يا رسول الله.

وقبل أن يعود أبو العاص إلى مكة يطلب منه النبي الكريم أن يعيد له زينب لأن الله قد أمر أن يُفرق بين المسلمة والكافر، فوافق أبو العاص وعند عودته إلى مكة أوفى بوعده لرسول الله و أرسل السيدة زينب إلى أبيها برفقته أخاه كنانه لكي يحميها من أذى قريش، ودعت السيدة زينب زوجها وفي أحشائها بضع منه، جنين في شهره الرابع، وأثناء هجرتها إذا برجل من قريش يلاحق الركب وينخس بعير السيدة زينب، مما أدى إلى سقوطها وتأذيها وظلت تنزف حتى طرحت جنينها…

بعد ست سنوات والسيدة زينب في جوار الرسول بالمدينة المنورة، ترفض الخُطاب على أمل أن يعود إليها زوجها، ومضت الأيام، ويخرج أبو العاص في تجارة له إلى الشام، وفي طريق العودة تلقاه سرّية لرسول الله فتأخذ ما معه من أموال ولكنه يهرب من أيديهم. ولم يجد من يحتمي به في المدينة سوى زينب التي بادلته الحب والوفاء

طرق عليها الباب فجراً، فقالت له عندما رأته وهي متلهفة، أجئت مسلماً؟ قال لها: لا، بل جئت إليك هارباً، فأجابته إجابة المحبة الداعمة، تُذكره بمابينها من روابط رغم كل ماحصل، فقالت: لا تخف، أهلاً بابن الخالة، أهلاً بأبي علي وأمامة

أجارت السيدة زينب أبو العاص, وأعاد له رسول الله أمواله بعدما استأذن المسلمين، فانطلق عائداً إلى مكة، وعندما أدى الحقوق لأصحابها وقف أمام الكعبة وأعلن إسلامه ثم أسرع مهاجراً إلى المدينة وأسلم بين يدي رسول الله، ورد الرسول عليه زوجته زينب، وما أن مضى عام واحد على اجتماع الحبيبين حتى اشتد مرض السيدة زينب، متأثرة بالنزيف الذي حدث معها أثناء هجرتها وتوفت رضي الله عنها.

بكاها أبو العاص ﺑﻜﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻤﺴﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ أبو العاص: ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻋﺪﺕ ﺃﻃﻴﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺯﻳﻨﺐ، ﻭﻣﺎﺕ أبو العاص ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ موت زوجته…

İlginizi Çekebilir

İlginizi Çekebilir